وكالة أنباء الحوزة ـــ والنص الكامل لوصية هذا الشهيد السعيد على ما يلي:
بسم ربّ الإسلام، خالق السماوات السبع والأرضين السبع، الربّ الذي خلق الأمّ والولد، وخلق الأنثى والذكر، والربّ الذي خلق النار والجنّة، والربّ الذي خلق الظالمين وخلق العادلين، الصلاة والسلام على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الطاهرين، الذين إذا اتبعتَ سبيلهم نجوتَ، وإذا تخلَّفتَ هلكتَ في الدنيا والآخرة.
يا إخوتي: أوصيكم بالتمسّك بهذا الصراط لأهل بيت رسول الله، الذي هو نجاتنا الدنيويّ والأخرويّ، بالحقيقة في هذا الصراط حرارة ومشقة وقتل وحبس وغير ذلك؛ ولكن إذا راجعنا ما وقع على الرسول وأهل بيته، سنرى أنّ كلّ ما فعلوه بنا ليس بشيء. الدنيا سجن للمؤمنين وجنة للفاسقين، لذلك أدعوكم بأن تجتهدوا وتثابروا.
أدعو والديّ: وأشكركما على مساعدتكما لي، وكان ثباتكما هو السبب لوصولي إلى مرحلتي هذه.
إذا أُريق دمي في سبيل الله سوف تُفقدانني وأفقدكما؛ ولكن سنرجع؛ وآمنت بأنكما ستأتيان إليّ في مكاني إن شاء الله ورضي.
وإلى أصدقائي الذين نتماشى معا في هذه الحركة ونعمل، ننام ونستيقظ معاً: أوصيكم بزيادة الجدّ والمثابرة، ثبّتنا الله، ونصرنا فيه.
وإن اشتدّت الأمور وعسرتْ، وفي أيّ حالٍ ومعركة؛ أوصيكم بأن لا تتولّوا عن الوالد (السيد إبراهيم الزكزكي حفظه الله)، اجتهدوا وصابروا إلى أن يحلفكم النصر، فالنصر معنا إن شاء الله.
وإلى الإخوة والأصدقاء الذين ليسوا في هذه الحركة: أوصيكم بأن تكونوا من المتفكرين والعاملين بما يرشد إليه العقل، فاتبعوا ما تركه لنا اللهُ ورسولُه، ولا تتبعوا الهوى، ولا تخافوا من الموت، لأنكم سواء خفتم من الموت أو لم تخافوا منه فعاقبتكم هو الموت، لذلك فلا يمنعكم خوف الموت من اتباع الحق.
هذه هي وصيّتي إليكم وأرجو أن تنظروا إليها.
وإليكم أيها الظلمة: اعلموا أنكم لم تمتلكوا ما تخوّفوننا به لنترك الزكزكي، وإن قتلتمونا سوف ينشأ صغارنا، وإن قتلتموهم سوف ينشأ صغارهم، فلن نترك الزكزكي، حتّى الموت لا تفرقّ بيننا وبينه، ونرجو أن نعيش مع الزكزكي حتّى في الآخرة.
وفي الأخير: أوجّه تبجيلي واحترامي للقائد السيد أحمد (نجل السيد إبراهيم الزكزكي الذي استشهد يوم القدس العالمي سنة: ٢٠١٤:مع أخويْه)، وأبجّل أعضاء كشافة السيّد أحمد بأجمعهم، الذين ثابروا على طلب الحريّة لقائدهم، ثبّت الله الأقدام وطهّر القلوب، وأعاننا على القيام بما ينبغي في الوقت المناسب.
والسلام.
القی هذه الوصیة لحظة قبل استشهاده